الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

انثروبولوجيا الدجاج Sunday, May 10, 2009


د.نهى الدرويش

الدجاج – وكما يشير كتاب الحياتية للصف الثالث الابتدائي لخمسينيات القرن الماضي – « حيوان أليف ،كل قطعة فيه مفيدة ،من لحمه الى بيضه وحتى ريشه « .ولكن حين اتجهت عجلة المكننة الى الانتاج الاستثماري لتطوير رأس المال الصناعي ، صارت الجهود تبذل لإنتاج « اللحم الابيض المتطور « ورفع مستوى انتاجية البيض بالطريقة» القسرية « واقصد هنا استعمال « العنف « الهرموني وليس المسلح طبعا ضد الدجاج . اما الريش فقد اهمل صناعيا لاستبداله بالقطن ثم الاسفنج ثم الديباج لاحقا في الوسائد .ولأجل كل هذا صار «الديك « فائضاً عن الحاجة وبخاصة بعد استحداث تقنية «التلقيح الاصطناعي « . وصارت تعد محرقة الى جوار حقل الدواجن لإتلاف فصيلة الديك الذي فقد المعنى من وجوده ، اللهم الا نوع الهراتي المخصص للعبة «المكاسر» .


ومع تطور السياسة الصناعية انقلبت الموازين ، فلم تعد انثى الدجاج تواكب طموحات العصر الحديث ومواكبة مستحدثاته السياسية فضلا عن اتشار الامراض «النوعية» التي نجحت في في ابادة وجودها من خارطة العمل الانثوي واستلبتها حتى الحق في انشاء عش وانتاج بيض ،فقبعت المسكينة في قفص «العنوسة» مستكينة واجمة بعد الهلاكات المستمرة التي تعرضت لها فصيلة الديك ، لذا ظهرت الحاجة الماسة لظهور خطاب «ديكوي» جديد يتناول اولا وقبل كل شيء قضية ايقاظ النيام في الصباح الباكر وانتهاء بتنويم المستيقظين في الظلام الغادر ،وعلى وفق هذا الهدف تم تأسيس «حظيرة الديك المفترس» التي اخذت على عاتقها السيطرة على كل سطوح المنازل لفرض خطابها الجديد والموسوم بـ»عععيعو ...موتوا موتوا...» . وهكذا صار الديك يمارس صلاحيات «غراب البين « .

وهكذا صارت تهلك الآلاف من الدجاجات والكتاكيت بسبب امراض النيوكاسل و»النيو لوك « و» النيوشوب» و « النيو بوك» وتبقى القضية العالقة هي قضية الريش ، اذ لا احد صار ينام على وسادة من ريش الا اهل العلم والراسخون في «الريش».

ليست هناك تعليقات: