الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

أرنب بنكهة البارود Sunday, May 10, 2009

د. نهى الدرويش 
امرأة بطعم الفراولة ،امرأة بنكهة التفاح ، أميرة الكرز، سيدة التين...هكذا كان الشعراء ومازالوا - يصفون المرأة ، ربما بحسب اطلالة شخصيتها واقترانها في ذاكرتهم بروائح الفواكه تلك ، او ربما بسبب الانطباعات التي يولدها في ذاكرته كعطرها المميز. ومثلما يفعل الرجال علنا ، تفعل النساء سرا ! فكولونيا الحلاقة اخذت حيزا كبيرا في تشكيل نكهة الرجل في ذاكرة المرأة بدءا من الـ «منن» و «الاولد سبايس» و»البروت» من ستينيات القرن الماضي وانتهاءا بالعطور الزيتية المركبة «سيئة الصيت» والتي يطلق عليها محليا اسم الـ»سي سي «نسبة الى حجمها المخلوط .


ولكن مالا نعرفه ومثلما لم اكن اعرفه من قبل ان النساء صارت تسمي الرجال «علنا» بحسب نكهة مهنهم او هواياتهم ، فهذا رجل بنكهة «الشات» - نسبة الى هوايته الانترنيتية ، وذاك رجل بنكهة الكتب ، هذا يعني انه قارئ نهم ، وذاك بنكهة النفط والبانزين ، للدلالة على انه بحار ، واخر بنكهة الدولار، في اشارة الى انه سياسي وليس تاجراً طبعا ، واخيراً سمعت توصيفاً غريبا لنكهة رجل ، انه رجل بنكهة البارود !التقطت هذه المعلومة الذهبية من احدى الصديقات حين كانت تتذمر مجيبة على سؤالي كونها ترفض باستمرار من يتقدم للزواج منها برغم تجاوزها الثلاثين عاماً وبرغم ندرة العرسان بشكل عام. تقول المتذمرة «التي هي بنكهة الانناس»: كل من يتقدم لخطبتي اما من متطوعي الجيش او الشرطة واما من متطوعي الارهاب او الميلشيات،فهو اليوم قاتل وغدا مقتول..كلهم رجال بنكهة البارود ،وان صادف ان طلب يدي رجل بغير هذه النكهة فهو اذن بلا نكهة – في اشارة الى انه عاطل عن العمل ، ومثل هذا الرجل سرعان ما يكتسب نكهة البارود أمام المتطلبات المالية للحياة الزوجية ،والنتيجة واحدة تريد أرنب اخذ أرنب ،تريد غزال اخذ ارنب ،واذا رضينا بارنب ،فليس ارنب بنكهة البارود! ولإجل ايجاد حل لمعضلة النكهة عند صديقتي سالتها:ما رايك بارنب «عفوا» رجل بنكهة الطباشير ؟ فتحت عينيها مستبشرة وصاحت :معلم ؟ اجبتها بفخر :بل استاذ جامعي .تأملتني مفكرة بصوت عال :غزال بنكهة الكتب والمصادر والبحوث ! تناولت هاتفي بفخر واتصلت بزميلي الاستاذ غزال الذي كان يبحث عن امرأة بنكهة الانناس . سمعت جلبة وصوتا غريبا يرد على عجل :استلموا جثته من ثلاجة مستشفى اليرموك! تجمدت رعبا ونظرت لوجه صديقتي المصفر التي ادركت فورا ان الغزال صار مشمولا بنكهة سلم رواتب البارود ولكن لا احد يعلم اي ارنب بنكهة البارود فعل ذلك ! كذب من قال اذن» غزال وما يصيدونة «. وتبقى القضية مسجلة ضد ارنب مجهول .

ليست هناك تعليقات: